--لا تخيرني-- بقلم الشاعرة فدوى أبو ظاهر
--لا تخيرني--
لا تخيرني
بين صمتي وموتي..
لسوف أموت..ولن أخمد صوتي..
ويبقى بعد رحيلي يرعبك صوتي..
لاتخيرني..
بين الجوع والركوع..
سأبيت جائعا بلاخبز وماء..
بلا غطاء ولا كهرباء..
لكن لن يكون لك ماتشاء
لاتخيرني
بين قدس شرقية أو غربية
فالقدس كنعانية عربية.....
واسلوا مزاعمكم الغبية ..
لا تتوهموا بطائر العنقاء....
فلا وجود..ولاجذور لكم...
لا لهيكل .ولا لدولة يهودية
لاتخيرني .
بين اليورو وما لدي من مطالب
لن تخمدوني بالنقود وكلام كاذب
ولو منحتم كنوز المشارق والمغارب
ولو عظمت منكم المصائب
وبلغ الإرهاب من قاتلي كل المراتب
لاتخيرني....
بين رفع حصار ونزع سلاح..
بين إعادة إعمار ورتق جراح
وماذا ترتق حتى ترتق؟؟؟
وكل موضع في جسدي ممزق!
وهل يخاط الثوب المخرق؟!!
وإن عمرت.فهل من كان فيها يعود
أو من ظل فيها ورأى مصرع ذويه
لو أعطيتموه قصورا من ذهب
هل سيطيب له عيش بعد من ذهب؟!
نحن لا نأسى على بيوتنا المهدمة
قد نذرنا أرواحنا رخيصة مقدمة..
لكننا نأسى على ضمائركم
فأزيلوا قذى بصائركم....
أعيدوا إعمار ضمائركم.
إن كان مر على بيوتنا عام
فقد مضى على ضمائركم ألف عام
فمتى تستأصل عنها هذه الأورام؟!!
الشاعرة فدوى أبو ظاهر
فلسطين المحاصرة
<< الصفحة الرئيسية