الخميس، 31 ديسمبر 2015

((نـــَــــــــــــــدَمٌ )) للأديب / محمد شعبان


 
-------؛؛؛؛-------؛؛؛---
إن قالوا : ليس في الوجود نادم على فرصة ضيعها سوى شخص واحد، فهو أنا! ، نعم .. لم يكن ليستغرق الأمر دقيقة واحدة ، وكنت سأتخلص من هذا الألم النفسي الذي أعانيه الآن ، كم من مرة قابلت فيها (عم عزوز ) ! ، نتصافح فأقــبّــله ، فتنبعث ذكريات المدرسة الابتدائية ... كان دائما أول الحاضرين ، وآخر المنصرفين ،يتحرى المرور بين الحصص محذّرا من رَمْي الورق والطعام على الأرض ، وقبل انتهاء الفترة الأخيرة يمر محذرا من نسيان الأدوات ، وكنا دائما ننسى ، ثم نجد أرضية الفصل والمقاعد في غاية النظافة، وخزانة المفقودات ممتلئة ، أذكر منظره الطيب عند خروجنا من بوابة المدرسة ينادينا بلكنة ريفية مُحَبَّبَة كُلًّا باسمه :ـ سَلّمْ لي على ( بابا و ماما )، إياك أن تنسى .. كبرتُ وأُحيل للتقاعد، ولم أزل أراه حتى جاوز السبعين يلف البلد كلها بهمة شاب على قدميه بجلبابه وصدريته وعمامته المميزة، يَذْكُـرُني، فيوقفني أحيانا، يحتضنني، ويوصيني أن أبْلِغ السلام أمي وأخي .. صافحتُه آخر مرة وانطلقت ، بعد خطوتين التفتُّ لأستسمحه في التقاط صورة معه، تسمَّرْتُ مكاني، تابعتُه بنظري حتى نهاية الطريق، سَوَّفْتُ الأمر ـ دون مبرر ـ، لن تكون هناك مرة مقبلة أبدا، مات ( عم عزوز ).... تمت ( الخميس 13/12/2015)

التسميات: