" العتمة الباهرة - الطاهر بن جلون "
كنت أردد ذكر الله بأسمائه الكثيرة فأغادر الزنزانة ولا أشعر بقدمي تدوسان الأرض . أنأي عن كل شئ حتي لاأري من جسدي الا غشاءه الشفيف . أكون عاريا ، لا ماأستره ،
ولا ما أظهره . ومن كنف تلك العتمات يتبدي لي الحق بنوره الساطع . لا أكون شيئا . حبة حنطة في مطحنة هائلة تدور علي مهل ، وتسحقنا واحدا تلو الآخر . فتعاودني سورة النور و أسمعني أردد " ظلمات بعضها فوق بعض اذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نور فما له من نور " . تأملت وأدركت ، ربما أتخيله ، لكني أقنع نفسي بأني أبصره . كان الصمت دربا ، سبيلا أذكره كي أرجع الي ذاتي . كنت الصمت ... أكتفي به في ذلك المنعزل الضيق الذي تفوح منه رائحة العفن . وبعد هنيهات من الصفاء التام أسقط مجددا في المطحنة التي تدور وئيدا وئيدا .
" العتمة الباهرة - الطاهر بن جلون "
<< الصفحة الرئيسية