الخميس، 17 فبراير 2022

ليتني غازلت الشمس. الأميرة مونيا بنيو

ليتني غازلت الشمس والوجود
وابتعدت بعد السماء 
عن الحظ الأسود المخضب 
بالدموع على الخدود 
ليتني سافرت
 إلى مجرات اللامعقول
وارتديت لسنين  
طاقية الإخفاء
لماكنت التقيتك
 عند الحدود
وكرهت المصادفة
 من صدفك
، ليتني رحلت 
يومها إلى جزر 
المستحيل
ونمت لشهرين
 وسنتين وساعتين
ليتني ابتعدت كما يبتعد 
الشتاء عن الصيف
والسماء عن الأرض
 والشمال عن الجنوب
ورحلت وهاجرت
 كما تهاجر الطيور 
إلى أبعد نقطة دون خوف
ليتني تعثرتُ بكل الكوارث
 الكونيه والربانية
 لأتأخر وأتأخر  عشرات السنين 
ليهرم الحلم ويضيع الشوق
 وتنجلي الأحلام والشغف
 من المقل والوتين ويضمحل
 و أضيع دون أن تغرق روحي
 بروحك وأغرق كما يُغرق الطوفان
 المدن والقرى أيها اللعين
ليتني ابتعدت بعد الارض 
عن الشمس لكنت تفاديت 
الوجع و الأنين
 ،  ليتني كُنتُ فظة غليظة
 وصرخت بوجهك
 في ذلك اليوم 
ليتني كنت  جنية 
بجناحين وحورية
 بحر لا تعيش إلا في عمق
 البحر يا عمري السجين
ليتني كنت أقل هشاشةً 
عند الإصطدام بك
أو كنت صخرة صلبة لا تلين
 ، ليت أجزائي لم تتبعثر فيك
ولم ترحل إلى بريق عينيك
 ، أتعلم كم من السعادة عشت
وكم من الأحلام تحققت 
 وطرت فرحاً
وكم من الضحكات 
قد ضحكت
وكم من الوجع ..
و كم من الدموع  كنت 
تجنبت
لكن القدر إختارك
واختارني 
لاعرفك يومها 
يا من نحرني بسكينك ..
وهذا جزاء سنمار 
حكتها لي أمي منذ سنين
ولم أفهمها إلا  على يديك
 الخائنتين

الأميرة مونيا بنيو
.

التسميات: