أطفال وآجال. بيسان مرعي
.... أطفال وآجال .....
سالت الدموع من المآقي
بكى القلب ونزفت العينان
حين أمسكت قلمي لأكتب
عن أطفال فقدوا الأمان
تاه حرفي، وتبعثرت كلماتي
عجز القلم، وشل اللسان
فعن أي طفل ترى أكتب
وألمهم ملأ كل البلدان
أبحرت وحلقت بقلمي نحو
بلادي، وأطلقت له العنان
وقلت له، اكتب وأنشد
عن بلادنا، أطفالنا، الآن
نكس قلمي رأسه خجلا
وأجاب،قد أصابني الخذلان
واحتار حبري لمن يكتب
فبلاد العرب كلها لي أوطان
أأكتب عن فلسطين أرض
الأنبياء، أم عن سوريا ولبنان
عن مصر وليبيا والجزائر
أو المغرب وتونس والسودان
أم أكتب عن العراق واليمن
أم عن الشعب الطيب والانسان
وانهار قلمي حين رأى بعينه
أطفالا شربت من كأس الهوان
فهنا وهناك في أوطاني أطفالا
تعاني من القهر والذل والحرمان
تشردوا في بقاع الأرض كلها
أصبحوا بلا ملجأ ولا عنوان
أطفال باتت تعيش بين أنياب
الجليد والصقيع، وفي الوديان
الأطفال في أوطاننا باتوا
حصادا للحروب والعدوان
كم طفل في أوطاننا ينام
ويصحو يشكو همه للرحمن
وكم طفل في أوطاننا مات
غرقا في قوارب الخسران
قوارب الهجرة، وقوارب الموت
التي قذفت جثثهم الى الشطآن
كم طفل في أوطاننا جائع
إرتدى ثوب الألم والأحزان
وكم بئر في بلادنا يا ترى
كتلك التي وقع بها ريان
قد كانت أوطاننا يوما ما
فخرا لنا، وسيدة الأكوان
كنا نزرع الياسمين أمام الأبواب
واليوم نزرع على القبور الريحان
فلنستيقظ من سباتنا وغفلتنا
قبل أن نرحل وتلفنا الأكفان
ولنعد لأمتنا واوطاننا مجدا
سلب منها، قبل فوات الأوان
بقلم : بيسان مرعي
التسميات: شعر فصحي
<< الصفحة الرئيسية