أنِتٌ أجّمًلَ إبًتٌلَآءآتٌي.. حسام الدين صبري
أنتِ أجمل ابتلاءاتي
_________________________
ابتَليتُ والهوى هوَ أعظمُ
وأكبرُ إبتلاءاتي
وكَم في الَليلِ و الدموعِ
أبحرتْ شِراعَاتي
فكيفَ التعافي من سِقمُ
والشَوقُ أكبرُ عِلاتي
يَامنْ وهبتَ القلبَ نبضاً
هَب لِي الصبر إن
تباعدت واغتَربت غاياتي
آصَابني مسُ عِشق ولكِ
عَينَينِ همَا
همَا شِفائي ومعُوذَاتي
فَجُودي بِوصلٍ عَلهَا بِالوصلِ
تَهدأُ وتسكُنُ صراخاتي
واقرأي
مَاتَيسر من حُبكِ ارقِيني
بِخَيرِ التِلاواتِ
مَنْ شَبِعَ مِنَ الهوى ليس
بِعَاشقٍ فكُلما
ارتشَفتُ تُغرِيني الكَاساتِ
الظمأن يشربُ ليرتوي وأنَا
كُلما ارتَويت تَعظُم آنَاتي
ذنبي في الهوى أكبر أم ذنبكِ
فإن كنتِ فِتنَتي فلن تُغفرُ
أبداً خطيئاتي
وإن كنتِ رسالةُ هُدىً
فالشوقُ وِردي وابتهَالاتي
وإن كنتُ أنا من سرقتُكِ
فَسَرقة الخُبزُ حلالا
إن كانَ الجوعُ هوَ مأساتي
فلاَ تلومينني إن كانَ جُرمي
عشقا فهوَ
أجملُ وأنبلُ ذنوبُ حياتي
لولا الحُبُ مَاكُنا
ولولا أنكِ تسكُنينني ماتجلت
أشعَاري وكتاباتي
ولولا أنكِ طفلتي
لانكسرت لكِ ألافُ اللُعباتِ
ومَايُبقيكِ في دمي غيرُ أنكِ
امرأةً بمئاتُ الحُورياتِ
ولو لم تكوني
استثنائية مابكيتُكِ أبداً فأنا
رجلٌ عزيزةُ هي دمعاتي
وذو مُلكٍ وسلطان وشموخٍ
وأمامكِ أنتِ قُلتُ مولاتي
فلن أعترفُ بعرشٍ إن لم
أعتلي عرشكِ إن لم أغير
تاريخكِ كلهُ فتَباً لكلِ غزواتي
ياموسمُ صيفا وشتاءً
في وجهٍ واحد
فلا تُعرفُ طقوسا ولايُعرفُ
ماهوَ آتِ
يجلدُني الشوقُ كَجلدِ تموزُ
في زروتِهِ أتوقُ إلى صدركِ
لِتحملني النسمَاتِ
وإن غزا الخريفُ زهورُ الأرضِ
وذبُلت أذكُركِ يشدو الغُصنِ
وتأتِي الزهور رَاقِصاتِ
لاتفزعي إن قُلتُ أني مُبتلي
والشوقُ أكبرُ ابتلاءاتي
إبتلاءُ الجسد ربما زائلاً
وابتلاءِ القلب باقيا إلى الممَاتِ
لاتقلقي من حُزنُ أشعاري
إن ينزفُ الألم بينَ أبياتي
إن لم تكوني أنتِ وجعي بِمن
سأبكي وبمن ستبكي ناياتي
هذا الحُزنُ اعتدتُ عليهِ
فَبينَ اللقاءُ واللقَاء
تجمعُني بهِ الاف اللقاءاتِ
فإن خلوتُ بدفاتري
أشكوكِ وأشكو قلبي الذي
سلمني وأباحَ ويلاتي
وإن خلوتُ بِليلٍ أترحمُ على
زمنُ الخَليُ
الذي فيهِ كنتُ أوزعُ ضَحِكَاتي
نعم أنا مُبتلي
فلا تحزني إن تحدثتُ بفيضٍ
وشكوتُ وجعي وابتلاءاتي
ابتليتُ بقلبِ طفلٍ وكما الطيرِ
يَهوى ويَعشقُ
وحيثُ تكونين يختارُ سماواتي
ابتليتُ بطولِ السهرِ وإن
حلَ النومُ ضيفاً
يُوقظُني الشوقُ بضرباتِ
ابتليتُ باغترابُ الروح فلا
تألفني غير الطيورِ الهارباتِ
وسنينَ العُمر كلها عِجاف
ولم يأتني يوسُف
ولازالت السنابلُ يابِساتِ
والكُهان في أرضي يأكلون
لحمَ الأطفال
ويسكرون بدمي ويسرقون
كنوزي وخيراتي
ونخاسي الوطن يروني دائما
بضَاعةً مُزجاة ماأرخصني
وفي بلادي ماأكثرُها مزداتي
ورغيفي مصنوعا بمزيجُ من
دمي وعرقي ونزيفُ دمعاتي
وفي كلِ عامٍ أُهدَدُ بِزوالهِ إن لم
أُباركُ أقذرُ الصفقَاتِ
تَباً لكلِ ثورةً تزدادُ بعدها
رؤوس الفساد وتأتي بشياطينٍ
يَئمُونا في الصلواتِ
ياسيدتي كثيرةُ هي الابتلاءاتُ
وكثيرةُ هي مُعاناتي
الإبتلاءُ ليس مرضُ يصيبُ الجسد
أو أن تَنفدُ بعضُ الثراواتِ
الإبتلاءُ الحقيقي
أن يبقى الوطن بلا وطن
وأن تتولى الذئاب أمر
الطيورِ والفراشاتِ
إن كَثُرَ حديثي عن الإبتلاءات
لا عليكِ فإن كانَ الحبُ ابتلاءً
ومَاأنا فيهِ إبتلاءً
فأنتِ أجمل وأكبر وأطهرُ ابتلاءاتي
______________________
التسميات: شعر فصحي
<< الصفحة الرئيسية