احبهم مابقيت.. الشاعر المبدع محفوظ فرج المدلل
أحبُّهم ما بقيتُ حَيّا
سَكنْتِ في القلبِ مِن عقودِ
ترْعينَ فيهِ بلا قيودِ
يَفتَرُّ فيهِ الخيالُ شوقاً
لِطيفِكِ الغائبِ الشَّرودِ
ما قلتُ شِعراً في وصفِ حُسْنٍ
إلّا خَطرتِ بلا حُدودِ
كأنَّكِ الآنَ عَنْ يميني
وإنْ تيَقَّنْتُ لن تعودي
كما لِمهدِ الصِّبا رِفاقٌ
وَجَدتُ في قربِهِمْ سُعُودِي
وَظلَّ ينتابُني حنينٌ
إلى حِماهُمْ بلا ركودِ
غالونَ طولَ الحياةِ يا عي-
نُ بالدموعِ السجامِ جودي
همُِ حياتي وَكلَّما قدْ
مرّوا تَمثَّلتُهُمْ شهودي
أحبُّهمْ ما بقيتُ حيّا
عهدي لهمْ سابقاً عهودي
حبُيكِ فوقَ ثرى بلادي
يبقى لظاهُ بلا همودِ
مُوَحَّداً قدْ سرى سَناهُ
ودامَ في وَحيهِ الودودِ
فالرافدانِ سارا بحبٍّ
كلاهما دائمُ الورودِ
ما نحنُ ألّا من طينةِ الشّا-
طِئَينِ والعشقُ في خلودِ
روحانِ في ساحِلٍ تلاقا
فَأنْبتا أجملَ الورودِ
فكانَ نصفٌ يهدي لنصفٍ
عبيرُهُ عابقُ الوفودِ
كمِثلِ كُمَّيْنِ قدْ أفاقا
من وابلٍ حافلِ الرعودِ
تَفَتَّحا واللّقاءُ أفَضى
لِقُبلتَينِْ على الخدودِ
وجهاً لوجهٍ وبابتسامٍ
تَعانَقا دونما وعودِ
فأنتَ منّي كنبضِ قلبي
وطارقُ الوجدِ في صعودِ
ينأى زمانٌ نشيخٌ فيهِ
من لهفتي يَضْمَحِلُّ عُودي
وأنتِ لي ذلكَ المُحَيّا
أفديهِ حَتّى مع الصدودِ
د. محفوظ فرج المدلل
اللوحة التشكيلية للفنان الكبير الاستاذ ستار كاووش
التسميات: شعر فصحى
<< الصفحة الرئيسية