أختفاء.. معروف صلاح أحمد
( اختِفَاء )
غَمغَمَ في المَسَاءِ
حَتَّى أَذَّنَ وقتِ السَّحَر
تَمتَمَ ورَاحَ وهمسَ لِلقَمَرِ
مَتَى تَحلُو ذُروةُ السَّمَر
ويَبرُقُ الثَّمَرُ ويَزدَهِرُ الشَّجَر
قَبلَ أن تَجلُو الشَّمسُ عَنِ النَّظَر
فَيَرتقبُ النَّخِيلَ الأصيلُ المُنتَظَر ؟
هَل لَاذَ المَغِيبُ عَن السَّهَر
عَن أَعيُنِ القَدَر ولَعنَةِ السَّمَاءِ
بِالصَّمتِ المَرِيرِ المُعتَبَر؟
إِيَّاكَ أن تستَجِيبَ بِالشَّوقِ لَهُم
يَدُهُم تَعبُرُ إليكَ
دُونَ جَرعَةِ عِشقٍ وَخُبزٍ ووَردٍ ومَاء
تَمتَدَّ لَكَ بِالعَدَاءِ والقِتَال
مَغسُولَةٌ فِي الدَّمَاء
مَعسُولَةٌ في البَرَاءِ والكَبرَيَاء
فالرُّوحُ تَئِنُ والقَلبُ بِالتَّوقِ دَاء
والشهَابُ شَغُوفٌ بِالدُّعَاء
قَد اختَرَقَ الفُؤَادَ القَتِيل
واستَبَاحَ المَطَرَ الوَبِيل
والوَتَرُ بِالسِّهَامِ ارتَشَقَ فِي الخَمِيل
وكُلُّ الخِيَامِ بالمَشَاعِلِ تَنفَجِر
تَحتَرِقُ فِي المَدَى والمَدَر وتَنتَظِر
أتَجرِي بِهم نوَائبُ الأيَّامِ وتستَرِقُّ
الثَّوَانِي بِالطعَنَاتِ وتَحتَفِي بالعَلِيل
تَسرِقُ حُرُوفًا من مُزنِ بَتَلَاتِ العِبَارَاتِ
تَتَثَاقَلُ السَّاعَاتُ فِي مَمَرِّ المتَاهَاتِ
والعُمرُ الجَمِيلُ مَا أروعَه !! مَا أَفزَعُهُ ؟
يَنزَلِقُ فِي مَسَامَاتِ
عِطركَ النَّفَّاذَ المُنهَمِر
فَينزِوِي الرَّحِيلُ لِلعَبِير
يُرِيدُكِ أنتِ
فينبَهِرُ ويَختَفِي ويَعتَذِر.
... .... ..... ...... ....... ........
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.
التسميات: شعر حر
<< الصفحة الرئيسية