الثلاثاء، 15 أغسطس 2023

أعَـــلِـن رَحِـــــيـلــك واغْــــتَـرِب.. الشاعر.. محمود غازي درويش

(أعَـــلِـن رَحِـــــيـلــك واغْــــتَـرِب)


لا تَـــدّعِ  ســـــيـف  الــبــطــولـــةٍ
و لــمّْـــلـــم  الــــورق  الـــخَــــرِب

و الــعَـــنّْ  مـــا  صِـــــرنـــا  إلـيــه
وأعَـــلِـن رَحِـــــيـلــك واغْـــــتَـرِب

والــــعَــنّْ الــــشِــعْـر الــمــهــيـض
لا نَـــظْـــمَ فــى وجـــــه الـلـــهـب

و انــــــعِ   فِــــكــــــراً   وا هــمـــاً
فـــــن  الــبـــــلاغــــــة  و الأ د ب

أعـــــداؤنـــا  مَـلَـكــــوا  الـعـتـــاد
وفَـخــــــر سِـــــلاحِــنـا خُــطــــب

 الــــــعِــزُ   يُــــــعــلـــيِّ   أُمــــــــةً
فـكــيـف لِـمــا عـــــلاهُ وَسِـــــب؟!

إنــيّ رَأيْــــتُ شَـــــبَـح الـفـســــاد
زَبَــــــداً  تـــوَحْـــــــلَ لـلــرُكــــــب

و نَـفـيــرَهُ  قـــــد  صـــــار  يَـمّــــاً 
بـــعــــــدمــــا  فـــــاق  الــرقــــب

مــن جـــــثّ  الأخــــــلاق  فــيـنــا
.. و بـــــدل آيـــــات الــوَثَــــب ؟!

فِـــكـــــرُ  الـمـجــــون  مُــرَسَـــــخٌ
و اغـتــــال أحــــلام  الــشـــبــاب

مــن أفـتـــىّٰ حِــــــلاً  لـلـحـــرام؟!
عُـهـــراً  و خـمـــراً  مُـسـتَـطــاب!! 

و إن  عــــاتــبــــت  مُـســتـنـكـــراً
آذتـــــــك  أبـــــــواق  الــكـــــلاب

بـ ـبــريــــقِ كَــــــذِب مُـســتـبـــاح
أضــــل أُمــــــةٍ عــن الــصـــــواب

إن ضــــل جــيــلاً  بـعـــد جــيـــل 
 فـالـجـهـــل صـنـــدوق الــعـجــب 

والـحُــلـــم لــيـــس بـمـسـتـحـيــل
بـالــعــلـــم يَـخَـصِــبُ مـا جَــــدَبّْ

وسـتــشــرق  شـــمـس  أمـانيـنيـا
وبــصــبـر جـــمـيــــل نــتـرقـــــب

لـ ـتـطــبــب مــا جُــــــرح  فـيـنـــا
وتــرمــم  شـــمــلاً  و تـطـبـ ـطـب

و لــهــــذا  الـفـجــــر  نـتـشـــــوق
لـيـكــــون  عِــوضــــاً  لـلــكـــــربِ

ولا نـخـشـــىَّٰ فـى الأمـــل عـــدواً
و لــتــخــرس أبــــــواق الــكـــذب
⁩محمود غازي درويش

التسميات: