المنون.. معروف صلاح أحمد
•• المَنُون ••
المَنُونُ لِأقدَامِي ضلَّ الطرِيق
تاهَت مِنهُ الظُنُون كالغرِيق
تجَاوزَت عتَاباتُهُ مُقلَ الجُنُون
خرِيطةُ الدَّربِ أبدًا لن تكُون
الطرِيقُ شائكٌ وصَعبٌ وطَوِيل
خُطُواتُهُ أخطأَت من سِنينٍ النضَال
أصابت الكِبارَ والعجائِزَ
وشوَّهَت جُلَّ هَذَا الجَمَال
رضعُ الأطفالِ باتُوا
يصرخُون تحتَ ويلَاتِ الركامِ
مخنوقينَ بينَ القِتَالِ و القِتَال
فما بالُ تِلكَ الأقوَاسُِ والنِّبَال !!
ما عَفت عن الرجالِ الرِّمَاح
في خِضَمِّ القَنال
من دُحرِ الدَّاءِ العُضَال
لن نهُون .. لن نخُون
هل كانَ الجنُوبُ شِمال ؟
هل المسَالكُ تنتهي حقًّا في الدرُوب
أم للغروبِ شأنٌ آخر ؟
والغربُ يجثو على كُلِّ شاكلةٍ وحَال
كالعنكبُوتِ في المَدَارِ
بينَ النسيجِ والنَّسيجِ النَّار
هل ستستمرُ إسرائيلُ على الدَّوَام
والكهفُ المخفِيُّ لن يزالَ عالِي المَقَام
في طريقكِ يا غَزةُ مُعَبَّدٌ كَالسُّؤَال
وبئرُ الصحرَاءِ المُشيَّدِ مُعَطَّلٌ ومُقَال
دُونَ إجابةٍ من ظِلٍّ مُسَيًَدٍ مُستَبِدٌ فَقِير
اليمَامةُ العجفاءُ لم تقفٔ بَعدُ بعيدًا
على نقاهةِ الغُصنِ ولم ترَ فيهِ مَاء
قطرَاتُ الندَى في الهَجِيرِ خرسَاء
فمن جعلَ الصباحَ مَسَاء
والنجومَ العاليَاتِ سَوَاء ؟
سيفَاجِئُكِ ذَلكَ التيارُ السيَّارُ المِغوَار
سَيلحقُ ذاكَ القِطَارُ الجَرَّارُ بِك العَار
الجِدَارُ العَازِلُ العرِيضُ
والقُبَّةُ السمَاويَّة
لن تمنعَ المَنُونَ عن الأغنية
حرُّ الشمسِ سيعدِلُ المسَار
والظلُّ سينبِئكِ بِالأخبار...
........................................
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.
التسميات: شعر فصحي
<< الصفحة الرئيسية