السبت، 17 فبراير 2024

أنا الذي لا تعرفه.. أحمد مدحت جعفر

أنا الذى لا تعرفه
****************
طمعاً بقربى واغتنام مزارى     
   أسندتَ ظهرك دائماً بجدارى
**
  وبنيتُ أحلاماً عليك كبيرة       
 ذهبت لخوف تحسرى ودمارى
**
أنت الذى عايشت طهر معارفى  
      ولبستَ بردى حالماً وسوارى
**
وشربتَ من نبعى عذاب نصائحى
     واقتت خير حوائطى وثمارى
**
كيف انزلقت من الثريا للثرى    
  وتركتَ من سفهٍ رخاء ديارى
**
لا تحسبنْ حزنى عليك وأننى  
     أبكى بدمعاتٍ عليك غزار
**
أو أننى أصبو لوصلك لحظةً      
 أنا لا أعود لهفوةٍ وعثَار
**
مازال بحر مودتى متدفقاً   
   يزهو باصدافٍ به ومحار
**
وسفائنى نشوى بحمل أحبتى      
  تطفو على أوهام أى حصار
**
فالكون محض تناقضٍ لتعددٍ       
 وتلونٍ وتجاذبٍ ونفار
**
والليل يحتل العيونَ ظلامهُ   
   والصبح يحيي ضوءَ كل نهار
**
والأرضُ جناتٌ تفيض نضارةً 
      وعنادلٌ تشدو وبعض قفار
**
والخلق فى كل البقاع مذاهبٌ  
     ومواقفٌ تُفشى خَفِي سرار
**
متكبرٌ يعلو على أوهامه        
 أو خانعٌ للقهر رب صغار
**
أو مدمنٌ للغدر يظهر وده  
      وقد ارتدى للطهر ألف دثار
**
فإذا تحصل فرصةً أردى بها       
  فى خسةٍ وتسفلٍ لشرار
**
والمخلصون لعشرةٍ وقرابةٍ       
 درٌّ يتيمٌ فى بطون بحار
**
 حلو الحياة كمرها متغيرٌ     
   فالعيش بين رغادةٍ وقتار
**
ماذا سيحمل لى الزمان وليته       
 يمحو معالم فرقةٍ وشجار
**
لكن أطماع الورى من سيئٍ        
  ولأسوأ ستسوقنا وعوار
**
سأظل أسلم للسماء مقاصدى     
  وإلى جوار الله ثَم جوارى
**
وأصون طهر رغائبى وركائبى     
  وأخط فى دأبٍ بهاء مسارى
**
لا خوف يحرف خطوتى وتوجهى     
  أو يستبيح مهابتى ووقارى
**
فالله خيرٌ حافظاً وأنا به       
     متحصنٌ من ذلةٍ وخسار
****
دكتور/أحمد مدحت جعفر

التسميات: