وفيه وفاء أبيها. الشاعر أحمد علي سليمان
قصيدة
(وفيَّة وفاء أبيها!)
مهداة إلى السيدة زينب بنت محمد رضي الله عنها ، وصلى وسلم وبارك على أبيها ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين!
شعر / أحمد علي سليمان عبد الرحيم
ديوان: (السليمانيات) & جزء: (سويعاتُ الغروب!)
موقع: (الديوان) & موقع: (عالم الأدب) & موقع: (الشعر والشعراء) & موقع: (أدب – الموسوعة العالمية) & موقع: (كتوباتي) & مكتبة: (نور) & موقع: (التبراة)
(في كتاب مجالس النساء ص (11) يورد قصة زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في فدائها بزوجها وقد وقع أسيراً وكان على شركه وهي على إسلامها. وافتدته بقلادةٍ لها كانت أمها خديجه قد أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها. وذلك طمعاً في إسلامه ، فأطلقه الصحابة وأسلم بعد ذلك. وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يحل بمكة ولا يحرم ، مغلوباً على أمره ، وكان الإسلام قد فرّق بين زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – حين أسلمتْ وبين زوجها أبي العاص بن الربيع. إلا أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان لا يفرّق بينهما لأنه لم يؤمر بذلك بعد ، فلقد كان ذلك منه في أول التشريع ، بمعنى أنه كان جائزاً. فأقامت معه على إسلامها وهو على شركه ، حتى هاجر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فلما صارت قريش إلى بدر ، صار فيهم أبو العاص بن الربيع فأصيب في الأسارى يوم بدر ، فكان بالمدينة عند النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن إسحاق: وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد ، عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها - قالت: لمّا بعث أهل مكة في فداء أسرائهم بعثت زينب بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في فداء أبي العاص بن الربيع بمال ، وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها ، قالت: فلما رآها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رق لها رقة شديدة ، وقال: إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها ، فافعلوا. فقالوا: نعم ، يارسول الله ، فأطلقوه ، وردوا عليها الذي لها. ولقد أسلم أبو العاص بن الربيع فيما بعد. والحقيقة أنني توقفت كثيراً عند هذا الموقف الجميل البديع الذي أتمنى أن تقفه كل زوجةٍ اليوم مع زوجها إن كان في حاجة إلى عونها. فلتكن منها المساعدة الدالة على الوفاء بغير منّ ولا أذى وباحترام منقطع النظير. وعليها أن تثبت جدية الاقتداء والتأسي! بقطع النظر عن صحة الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم وابنته ، فهذا له مظانه ومراجعه وعلماؤه.)
وفاؤكِ - صدّقي - بلغ الثريا !!
وسُطر - في الصحائف - عبقريا
وحار الشعر كيف يصوغ بِراً
عن التصوير مستمياً علِيا؟
أزينبُ علمي الزوجاتِ قِسطاً
مِن الأخلاق محترماً أبيا
فإن نساءنا أولى - وربي -
بقسطٍ يُخرج الشحّ الخبيا
لقد أضحى التعاملُ مستحيلاً
وما حُزنَ الحلائلُ منه شيا
فزوجٌ ترتدي دِرعَ التحدي
كأن الزوج بات السامريا!
وزوجٌ تملأ الدنيا ضجيجاً
بدون مبرّر تشكو الوليا!
وزوجٌ تقتل الزوج انتقاماً
وقد حملتْ حُساماً سمهريا!
وزوجٌ - في التعنت - لا تُبارى
وكم سمعتْ خيالاً مسمَعَيا!
وزوجٌ لا تطيع - ولو لأمر -
وتتبع السلوك الجاهليا
وزوجٌ أهلها كم خبّبوها
فألبستِ النشوز المُرَّ زِيا!
وزوجٌ لم تصنْ بيتاً عزيزاً
ولا زوجاً ولا ولداً تقيا
أزينبُ لقني الزوجاتِ درساً
عظيمَ الوقع مِفصاحاً وضِيا
فإنكِ فقتِ كل نساء قومي
وجئتِ تبعّلاً نضِراً وفيا
وعشتِ على المكارم والمعالي
مُطهرة السريرة والمُحَيا
تبوأتِ الفضائلَ والسجايا
فقد تابعتِ والدك النبيا
وأمّاً - في الولائد - مثل بدر
يجاور في السماوات الثريا
فكم وفتْ! وكم بذلتْ وضحّتْ!
وكان عطاؤها عبقاً زكيا
وصدقتِ النبي بلا جدال
وأخلصتِ العِبادة والمُضِيا
وآوت دون مَجبنةٍ وخذل
وكان العونُ مِقداماً قويا
وأعطاها المهيمنُ خير وُلدٍ
فكلٌّ لازمَ الدربَ السويا
وكان أبوك خير الناس هدياً
وعن مدح الورى كان الغنيا
وعاش مبرأ من أي نقص
ورب الناس كان به حفِيا
وهل - بعد النبوة - مِن مقام؟
ولم نعلمْ له أبداً سَمِيا
أحب (خديجة) حباً تسامى
وعاش بحبها أبداً رضيا
تذكرَ بالقلادة عذبَ ذكرى
ومَن أهدتك في العُرس الحُليا
فعاد الزوج من أسر طليقاً
وأعطيتِ القِلادة كالثريا
التسميات: شعر فصحي
<< الصفحة الرئيسية