الأربعاء، 16 أكتوبر 2024

بكل الوجوه. الشاعر. رمضان الشافعي

بكل الوجوه ...

حينما تأتى كل وجوه العابرات  
بملامحك فأى سحر هذا وصب .

أنا من عجبت لزمان ملئ بالفتن 
وأوجاع ما ترك غير ألم ونصب .

وأنا من سافر لبلاد أحلام ورؤى
فقتلني يأس من أمل ما أقترب .

هجرتني الروح وهجرت واقعي 
فصلبت بمفترق الطرق أتعجب .

سراب دمت أعيشه بصحرائي
أشيب إنتظارا لمزن ما أنسكب .

كأني لم أولد ولم أرى الحياة
فكيف لعمر ضاع أن يحتسب .

ما ظننت الهوى خادعي وأن 
الحياة تُمَنى لأرى فيها عجب .

إن مُنية النفس لقاء لو لمحة
فهل لي بتلك الحياة نصيب .

علمت دائي ليس له سواك 
دواء قد حار فيه كل طبيب .

دونك الليل يطول وفى ذكرك
إكتمالا لذاتي والفؤاد يطيب .

بك أشرقت روحي وكل أيامي
فأنت البدر بسمائي فلا تغيب .

أنا الأسير بحبك صريع الهوى 
فرحمة لخافق ضائع بالدروب .

إن تغفر ذلتي فأنت المحكم
وإن أذنبت بحـبك فلن أتـوب .

ولقد شاقني وجـدي وسـهام 
ذاك الحـب بالسويداء تصيب .

ووصلك وحبك هو مطلبي إن
الشوق للجنون أرض خصيب .

إذهب كما تشاء وأنت المقيم 
فأنت على البعاد دوما القريب .

قد سكنت خوابى ذاتي وثنايا 
روحي وأنكرت فكنت الكذوب .

وكأنك خلقت كما تهوى ذاتك
بلا عيب وبالناس كُل العـيوب .

ما لقلبي سواك وما لي مهرب 
أنا هو الأسير بغرامك مغلوب .

والقرب منك فوز وكأس مترع
وبعاد مفازة تظل بقلب ندوب .

ولقاء مع طيفك جنات وعيون
وطيبه لا يغنى عنه كل طيوب .

ذاب كللي فيك فلا سلوى ولا 
سهو عنك وإن عظمت خطوب .

وليل دام بسهده قابع والخلق 
رقود وشمس حنين بلا غروب .

زاد الشجا وما لى رجاء فيك
ناسك بمعبدك وإليك مجذوب .

كلما خطر إسمك ثارت صبابة 
فؤاد وأثر سهام شوقه ثقوب .

أين مني ذاك الوصل إنه يكاد 
فؤادي من فرط حنينه يذوب .

لا تدرى بي إن يأتى بك دمع 
لوهبت البقية بعمري للنحيب .

ألوذ بدروب شاهدة على غرام 
وكلما مررت بها يفوح الطيب .

 أسمعت دبيب فؤادي بأروقة 
الغياب يتلمس رياح الحبيب .

(فارس القلم)
بقلمي / رمضان الشافعي

التسميات: