بكل الوجوه. الشاعر. رمضان الشافعي
بكل الوجوه ...
حينما تأتى كل وجوه العابرات
بملامحك فأى سحر هذا وصب .
أنا من عجبت لزمان ملئ بالفتن
وأوجاع ما ترك غير ألم ونصب .
وأنا من سافر لبلاد أحلام ورؤى
فقتلني يأس من أمل ما أقترب .
هجرتني الروح وهجرت واقعي
فصلبت بمفترق الطرق أتعجب .
سراب دمت أعيشه بصحرائي
أشيب إنتظارا لمزن ما أنسكب .
كأني لم أولد ولم أرى الحياة
فكيف لعمر ضاع أن يحتسب .
ما ظننت الهوى خادعي وأن
الحياة تُمَنى لأرى فيها عجب .
إن مُنية النفس لقاء لو لمحة
فهل لي بتلك الحياة نصيب .
علمت دائي ليس له سواك
دواء قد حار فيه كل طبيب .
دونك الليل يطول وفى ذكرك
إكتمالا لذاتي والفؤاد يطيب .
بك أشرقت روحي وكل أيامي
فأنت البدر بسمائي فلا تغيب .
أنا الأسير بحبك صريع الهوى
فرحمة لخافق ضائع بالدروب .
إن تغفر ذلتي فأنت المحكم
وإن أذنبت بحـبك فلن أتـوب .
ولقد شاقني وجـدي وسـهام
ذاك الحـب بالسويداء تصيب .
ووصلك وحبك هو مطلبي إن
الشوق للجنون أرض خصيب .
إذهب كما تشاء وأنت المقيم
فأنت على البعاد دوما القريب .
قد سكنت خوابى ذاتي وثنايا
روحي وأنكرت فكنت الكذوب .
وكأنك خلقت كما تهوى ذاتك
بلا عيب وبالناس كُل العـيوب .
ما لقلبي سواك وما لي مهرب
أنا هو الأسير بغرامك مغلوب .
والقرب منك فوز وكأس مترع
وبعاد مفازة تظل بقلب ندوب .
ولقاء مع طيفك جنات وعيون
وطيبه لا يغنى عنه كل طيوب .
ذاب كللي فيك فلا سلوى ولا
سهو عنك وإن عظمت خطوب .
وليل دام بسهده قابع والخلق
رقود وشمس حنين بلا غروب .
زاد الشجا وما لى رجاء فيك
ناسك بمعبدك وإليك مجذوب .
كلما خطر إسمك ثارت صبابة
فؤاد وأثر سهام شوقه ثقوب .
أين مني ذاك الوصل إنه يكاد
فؤادي من فرط حنينه يذوب .
لا تدرى بي إن يأتى بك دمع
لوهبت البقية بعمري للنحيب .
ألوذ بدروب شاهدة على غرام
وكلما مررت بها يفوح الطيب .
أسمعت دبيب فؤادي بأروقة
الغياب يتلمس رياح الحبيب .
(فارس القلم)
بقلمي / رمضان الشافعي
التسميات: شعر فصحي
<< الصفحة الرئيسية