وجه القمر. للشاعر. ممدوح العيسوي
# وجه القَمر #
أصابتنى عيونُك بلَحظِها
فصِرتُ أراقبُ
ليلاً لا يزالُ طويلا
تتلاشى فيهِ النُّجوم
فأتَتبَّعُها رعيلا
أبحثُ عن
وجهِك فى السَّما
وأعلمُ أنَّنى
لن استطيعَ نَيلَهُ طولا
ومن كثرةِ التحديقِ تألُّما
حملت الجُفونُ ذُبولا
وتعطشت العيونُ للنُّعاسِ
وما كُنتُ للنومِ غَفولا
وتهشمت العظامُ وهَناً
فأصبحتُ عن القيام كسولا
ولمَّا وجدتُ وجهَكَ
يَنتحلهُ القَمر
وداخِلا فيه دخولا
فارسلتُ إليهِ
مع النَّسيمِ رَسولا
قلتُ هل انتَ
مثلَ الحبيبِ جميلا
أم انَّكَ تُريدُ أن تلقى
من النَّاسِ قَبولا
وهل تظن أنَّ
انتِحالِكَ لوجههِ
على الجمال دليلا
فلو استطعتُ الوصولُ إليكَ
لكنتُ قاتِلُكَ
أو اكونُ فِدا الحبيبِ قتيلا
قال فاصبر
وتمَهل قليلا
ولا تجعل فى قلبك
مِنِّى غليلا
أنت لا تستطيعُ
للحبيب وصولا
ولن تحظى
من وهمِكَ قبولا
فلا تظنُ أنَّنى
مِنَ جمالهِ مغلولا
أو أنَّنى بينَكُما عذولا
فلا تَجعل نفسك
للمُستَحيلِ ذَلولا
فانطَويتُ مِن قَولهِ
وطأطأتُ رأسى خُذولا
وقُلتُ وَرَبُّ السَّما
إنَّ قَولَهُ مَعقولا
بقلم / ممدوح العيسوى
التسميات: خاطرة فصحي
<< الصفحة الرئيسية