الأربعاء، 16 أبريل 2025

لقد أخذت القلب. للشاعر. الراوي الراوي

لقد أخذتِ القلب... فكيف أحيا دونه؟

لقد أخذتِ القلب
فكيف أحيا دونه؟
كأنك انتزعت آخر قنديل
من منازل روحي القديمة
وتركتِني
أعدّ الأوهام كأنها رفاق لا يموتون

كأنك خنتِ الزمان مرتين
مرة حين التقينا
ومرة حين مضيتِ
لا عذر في الرحيل
ولا حكمة في البقاء

**

كنت أحيا على هامشك
كما تحيا المدن على خرائط
لا يعترف بها أحد
أصير بلا قلب... بلا لغة
مجرد ظل يمرّ
ولا يتبعه الضوء إلى آخر الحنين

**

أيا أنثى تسرق النبض
وتعزف على جثث القصائد
لماذا جئتِ على هيئة حلم
ثم صحوتِ منّي؟
لماذا أرسلتِ شفاهك في منفى اسمي
ثم نكرتِني حين ناديتك بالدفء؟

**

لقد أخذتِ القلب
فمن أين أبدأ موتي؟
من الكتف التي لم تعانقك كفاية؟
أم من الباب الذي ودّعك
دون أن يُغلقه الندم؟
من الأغنية التي تركتُها ورائي؟
أم من صوتك
حين أصبح مجرد تسجيل قديم
في هاتف تكسّرت شاشته؟

**

أنا الآن خراب أنيق
أدخّن الصمت كما يدخّن بودليير عزلته
وأكتبك على حوائط
لا يسكنها إلا الغبار والمواعيد المؤجلة
أعيش في ليل
ممسوس بذكراك
ليل يربّي العناكب في فؤادي
ويحرس قبري القادم

**

ما زلت أكتب
لكنّي فقدت اللغة
ما عدت أميّز بين "أحبك"
و"أكرهك"
بين "ابقَي"
و"اغربي إلى أقصى النسيان"

لقد أخذتِ القلب
فخذيني كلّي
أو أعيديه
لا شيء ينفعني الآن
سوى موت يشبهك
رقيق... وجارح
مثل قبلة تُعطى
ثم تُمحى بالأظافر

**

خذيني إلى نهايتي
فما عادت الحياة حياة
ولا الموت موتًا كاملًا
أنا المعلّق بينهما
كقصيدة ضلّت طريقها
إلى الديوان

                                                 الراوي الراوي

التسميات: