صب هوى بقلم الشاعر صفاء محمود
حنّي على صَبٍّ هواكِ وسلِّمي
لي جنَّتيكِ وللمُعنّى ٱستسلمي
ولتثمليني من خمورٍ شعشعتْ
بحباب ريقٍ زانَ كأسَ المبسمِ
ودعي الظّمِيَّ يبلُّ حرّةَ خافقٍ
بسلالِ ثغرك إن شهدَهُ بلسمي
ولتنشري شَعراً لأتلُوَ رَسْلَهُ
بشهيقِ صدري إنّ شَعرًَكِ معجمي
ولتعزفي الآهَ الطويلةَ نغمةً
حتى إذا قُضِيَ المرادُ تبسَّمي
ياروضةً غنِيَتْ بزهرِ أُنوثةٍ
وتقاطرت منها نداوةَ عندم
وتمايستْ غُصناً غضيراً ناضراً
وعجبتُ كيفَ لخصرها لم يُفصَم
إمّا حباكِ اللهُ حسناً فاتناً
فأنا الذي اكتشفَ المفاتنَ فاعلمي
لولايَ ماضاعت زهورُكِ نشوةً
ولَما بعثتِ لنفحةٍ من ميسمِ
ولَمَا علمتِ بجورِ عينيكِ التي
لولاي مارشقتْ جريءَ الأسهُمِ
ولَمَا على تلك الخدود رمى الأصيلُ (م)
بحمرة الشفقِ الذي به تجرمي
لولا شياطيني تخطَّفُ نظرةً
من أين كنتِ بشُهبِ عينك ترجمي
لولاي ماكنت ارتديتِ أساوِراَ
لتزيدَ وهجاً في رقيقِ المِعصَمِ
لولاي مافَتِرَتْ جفونُك غادتي
كي تحتوي نظراتِ عينِ المُغرَمِ
ولَما ضفرتِ ضفائراً ياحلوتي
مثْل الذي ضفر الشِّراكَ لمُسلِمِ
بشريعةٍ ماأُنزِلَتْ مِن خالق
يعدو بفتنتهِ التي لمْ تُلجَمِ
قد أحرقتْ بلظى المذاهبِ أمّةً
ياطالما ازدهرتْ بعهدٍ مفعمٍ
عهدِ الرسولِ وآلهِ وصحابةٍ
مثل البدورِ بكونِ ليلٍ أدهَمِ
شرع النبيُّ بهِ شريعَةَ باريءٍ
وهدى البريّةَ بالكتابِ الأعظَمِ
كم ذا دعا كيما يُعَلِّي قدرَنا
ومِنَ الدّعاء على المدى لمْ يسأمِ
والآنَ ماذا قد جرى ياأمّةَ
عادتْ لعهدِ المشركينَ المظلمِ
مَن ذا أباحَ القتلَ في أوطاننا
حتى تسربلتِ العروبةُ بالّدمِ
أفتى بقتلِ المسلمينَ لأنهُم
ذكروا الحسينَ فياملائكُ ترجمي
من ذا الحسين وما جرى في كربلا
أوليس ذاك ٱبن الرسول تكلمي
أم.مَن سبى أهل الرسالة في العراء ( م )
ومن حدا للمارقينَ بأَنجُمَِ
زُهرٍ كأنّهُمُ المجرّةُ في سماءٍ (م)
عطِّلتْ مِن بدر تَمٍّ مُعلَمِ
منعوا لذكرِ الطاهرينَ لأنّهُم
شمس الرسالةِ في الزمانِ الأظلمِ
تلكَ السياسةُ والسياسةُ كافرٌ
يهوي على جسدِ الرسالةِ كالكمي
حجبوا الحقائقَ كي يسودَ ضلالُهُم
مِن أجلِ إسرائيلَ بيتِ المشأمِ
وبنوا لها في القدسِ حصناً شامخاً
بظلالهِ عُهْرُ العمالةِ يحتمي
بالليل تطرق بابَها يدُ حاكمٍ
وبفجر صبحٍ يهرعونَ لمَحرمِ
والعُربُ لازالوا بخمرِ بطولةٍ
وَلّتْ سُكارى كالشقيِّ المُعدَمِ
يبكونَ مجداً قد عفا مِن أمّةٍ
عكفتْ على شلوِ العلاءِ وأعظُمِ
قد ضيّعوا سببَ الهدايةِ كلُهُم
لمّا أضاعوا للدليلِ ومعلَمِ
كيف الهداية والمنارةُ هُدِّمَتْ
والنور فيها أطفؤوا بدجى الفمِ
باعوا الرسالة والرجولةَ والنُّهى
وسنا العروبةِ والعلاَءَ بدِرهَمِ
ومضوا لإسرائيلَ مثلَ نِعاجِ مَن
ضاعتْ نِعاجُهُ بالعشيِّ المُعتِمِ
ياأمّةً ضاعتْ بتضييعِ الهُدى
وسوى التضرّع للعدا لمْ تغنمِِ
فلتغنمي بؤسَ الضلالةَ أمّتي
ولتكرعي كأسَ الردى ولتسلمي
وتجرعي خزي العمالةِ كأسُهُ
شهداً ٍ يُرى والطّعمُ طعمُ العلقمِ
قدْما سينفعُ لاتَ حينِ تندُّمٍ
فإذا مضى سيفُ المنيّةِ فاندَميِ
ِالشاعر صفاء محمود
<< الصفحة الرئيسية