الله الودود. يحيي الهلال
52-- اللهُ الوَدودُ
الــوُدُّ حُــبٌّ حــازهُ الـمَـودودُ
هـو رابـطٌ بـيـنَ الـقـلـوبِ وطـيـدُ
والـحـبُّ مِن أجـلِ الإلــهِ جـزاؤهُ
فـي ظـلِّ عـرشِ الـلّـهِ ذاكَ أكـيـدُ
فالشـّمسُ تـدنو مِن رؤوسِ عبادهِ
وجـميـعُهـم مِـن حـرِّها؛ مـَفـؤودُ
والوِدُّ في المعنى: صديقٌ مخلصٌ
أخـلِصـهُ وِدّكَ، فـالصـّدوقُ فـريـدُ
واسـمُ الـودودِ لـِربـّنــا بِـجـلالــهِ
وهـوَ الـمحـبُّ لِـخـلـقـهِ، ورشـيــدُ
ألـقـى المحـبّـةَ في قلوبِ عـبـادهِ
وأحَـبّـهـمْ، والـحـبُّ مـنـهُ يـزيــدُ
إن أخلصوا في حبّهِ؛ لَزموا الهدى
مـَن وَدّ حـُبّ الـلّــهِ لـيسَ يـحـيـدُ
وجـزاهُـمُ الإحـسانَ مـنـهُ تـكـرُّمـًا
لـم يـنتظـِر عِـوضًـا، وليسَ يـريـدُ
ويـحـبّـهُ أحـبـابُــهُ، ويـحـبّـهـمْ
فـهـوَ الـودودُ، كـذلِكَ الـمـودودُ
مـتـودِّدٌ قـبـِلَ الـمـُنـيـبَ بـِتـوبــةٍ
نـالَ الـرّضــا، إنّ اللّـطـيـفَ وَدودُ
ويحـبُّ شُكـرَ الـعبـدِ ليسَ لِحاجـةٍ
فـي شُكـرِنـا، هـو شاكـرٌ، ومَـجـيـدُ
قـلبُ الـمُـطـيعِ يـخـافـُهُ، ويـحـبُّـهُ
مـَن عـظـّمَ الـمَـولى؛ فذاكَ سعـيـدُ
وعـلامـةُ الإيـمــانِ؛ حـبُّ إلـهِـنـا
وعـبـادِهِ؛ إنّ الـمُـحـبَّ يـجــودُ
حُـبًّـا، وإيـثـارًا، وتـضـحـيـةً، وتـي
سـِمـةُ الـمحبِّ، ووصفـهُ المـعهـودُ
ومـعـيـّةُ الـرّحـمـنِ ظِـلٌّ دائــمٌ
والـنّـصـرُ، والـتّوفيـقُ، والـتـّأيـيـدُ
لِلمؤمـنيـنَ المُخـلصينَ الصـّابـريـ...
نَ مـعـيـّةٌ خُـصـّتْ لَـهـمْ، ووُعــودُ
والـكـونُ مَـظـهرُ وُدّهِ لـِلـنّـاسِ في
تَـسخـيـرهِ، والـخـيـرُ منـهُ مَـديــدُ
وجـَبـتْ محـبـّةُ ربـِّنـا مـِن خـلـقــهِ
فـهـوَ الإلــــهُ الـحـقُّ، والـمـعـبـودُ
وجـَبـتْ بـِمـعرفـةِ الإلــهِ،ِ وطـاعـةٍ
والـشـّرعُ فيـهِ الـهَـديُ، والـتّسديدُ
فـأدِم مَـحـبـّةَ والـديـكَ وبِـرَّهـمْ
وَرِضـا الـودودِ؛ بـِبـرِّهمْ، وسـُعــودُ
وتَـودُّدٌ لِـلـزّوجِ، والأبـنــاءِ فـي
كـلِّ الـبـيـوتِ؛ عـمـادُهـا الـمعمـودُ
مِـن رحـمـةٍ لـِلّــهِ؛ شـاعـتْ رحـمـةٌ
بـيـنَ الـخـلائـقِ، والـوِدادُ يـســودُ
ثـمّ الـصّـلاةُ على الـنّـبـيِّ مـحـمّـدٍ
اَلـسّـيّـدُ الـمحـبـوبُ، والـمحـمــودُ
بقلمي: يحيى_الهلال
في: ٨/ رجب ١٤٤٣ هـ
الموافق ل 10/2/2022 م
التسميات: شعر فصحي
<< الصفحة الرئيسية