بداوية الصعيد. ابداع أحمد علي سليمان
قصيدة
(بداوة الصعيد!)
شعر / أحمد علي سليمان عبد الرحيم
ديوان: (السليمانيات) & جزء: (الله الله في شعر أبيكم!)
موقع: (الديوان) & موقع: (عالم الأدب) & موقع: (الشعر والشعراء) & موقع: (أدب – الموسوعة العالمية) & موقع: (كتوباتي) & مكتبة: (نور) & موقع: (التبراة)
(البداوة طبيعة تجري في دم الصعيدي! فلا تنفك عنه ، ولا ينفك عنها! وخاصة الذي ينشأ في البادية ، ويتزيا بزيها ، ويتقلد بتقاليدها! فالبداوة قائمة على العصبية (بكل أنواعها وليس العصبية القبلية فحسب) ، وقد يتخلى ابن الريف أو البادية عن عصبياته ، وقد يتسم الكثير من سكان المدن بعصبية انتماءاتهم ، وهذا ما تعيشه المنطقة العربية في الحضر ، فغالبية شعوب المنطقة (سواء أكانوا يعيشون في الريف أو المدينة) يتميزون ببداوة الانتماء التي تضيق عن الانتماء للوطن ، رغم أنهم يعيشون في دول تدعي شمولية احتواء الوطن لأبنائه بكل أطيافهم ، ولكن تغلب الانتماءات الضيقة ، ويُختزَل مفهوم الانتماء للوطن إلى عصبية الانتماء العرقي ، لتتحول مصلحة الانتماء الضيق بأذهان هذه الجماعات إلى مصلحة الوطن. هذه الانتماءات العصبية تتميز ببداوتها ، ولا تتعلق بمكان الإقامة أياً كان! وإذن فبداوة الصعيدي المصري تختلف عن أي بداوة في مجتمعنا العربي ، ذلك أنها تغلب جانب القيم والأخلاق والمباديء! ذلك أنها حقاً في عمومها نبعت من معنيين أصيلين الأول: هو الدين والإيمان ، والثاني: هو مكارم الأخلاق!)
بَدْوُ الصعيدِ سَمَوا في الناس بالدِّينِ
وصِحَّة القول زِينتْ بالبراهينِ
شادُوا المناقِبَ ، ما بغيرها عُرفوا
تُروَى وتُنشرُ بين الحِين والحِين
لهم تقاليدُ تُعلي مَن تمثلها
جَلتْ عن الهُزء والتعييب والدُّون
لهم مَوازينُ لا تلقى بها خللاً
والطيبون لهم أرجى المَوازين
لهم مَعاييرُ يَحميها جحاجحة
راجَتْ ودِينَ بها بدون تدشين
تُوافِقُ الشَّرعَ ، تحيا في مَقاصدِه
ونفعُها في البرايا غيرُ مَمنون
حي القبائلَ في الصعيد دَيدنُها
إقامة الشرع بالإقناع واللين
لم تتخذ لغة الإكراه مَطرقة
فوق الرؤوس ، فليس العيشُ بالرُّون
لم يَطغ مَن قويتْ في الخلق شَوكتُه
بدون حق على قوم مَساكين
لم يأكلوا مِن قدور الناس طعمتَهم
حتى تنالَ جسومٌ بعضَ تسمين
إذ للبداوة في الصعيد رَجعُ صَدىً
تسري عُذوبتُه في الناس والطين
بداوة صَبغتْ بالحُسن سُؤدَدَها
وجَمَّلتْ سَمتها بالعِلم والدين
أنا (الصعيدي) أخلاقي تُبلغني
ذؤابة المجد ، هذا الفوزُ يَكفيني
أهلُ الصعيدِ لهم في ذِي الدنا قِيَم
طابتْ ، وطابَ لها أصيلُ تمكين
على المَذلة لا تُلوى عَمائمُهم
وما ارتأوا ذلهم يوماً بمَيمون
على الإهانة لا تحيا جحافلهم
فلا يَعيشون في ذل وتوهين
مهما قسا العيشُ هم أكارمٌ نُبُلٌ
ونُبلهم بالتدَني غيرُ مَقرون
منهم أراني ، ولا أرجو بهم بدلاً
وكم أتِيه بأقوامي الأساطين
كم في الصعيد مِن الأماجد انطلقوا
في العِلم كانت لهم أعتى الأفانين!
وكم أشدتُ بهم في كل مُصطدم!
وكم مَدَحتُ عطاءات الميامين!
ليَحفظِ اللهُ أهلاً كنتُ واحدَهم
وأمرُ ربيَ بين الكاف والنون!
التسميات: شعر فصحي
<< الصفحة الرئيسية