خرج. ولم يعد. للشاعر. نصر بدر طلحة

خرج ..ولم يعد..

اعطي بعضا من المحيطين به بلاحدود فقابلوه

بنكران وجحود بلا حدود ..حتي من كانوا اقربهم الي قلبه ..أخرج قلبه من صدره ووضع فيه حبا كثيرا ومشاعر جياشه ووفاء لا مثيل له..شعر انهم كل حياته وكل ما يتمناه في الحياه ..ولكنهم اخذوا مافي قلبه من حب وألقوا قلبه خلف ظهورهم بكل جحود وبرود كثيرا ما حاول ان يخدع نفسه وان يبدوا سعيدا او يمثل دور الانسان السعيد ولكن قطرات المراره نتيجة ما عاناه وما لاقاه من ظروف حياتيه كانت تطفو من قاع كاس السعاده الزائفة فتعكر صفو ايامه وتنهي بسرعه اوقات السعادة المتخيله التي كان يوهم نفسه انه يحيا فيها هربا من الواقع الاليم الذي كان يحياه فعليا.

  وها هو تقدم في السن وغزا الشيب شعره ..ويشعر انه اتي الي الحياه وحيدا..وعاش فيها وحيدا..فالعبره ليست بكثرة المحيطين به وانما بما يشعرون به.ويجد عندهم الهدوء والراحه النفسيه والثقه

   تعب طوال عمره للحصول علي أشياء كان يظن ان فيها سعادته وراحته ..واكتشف في النهايه ان هذه الاشياء لم تغن عن تعاسته ووحدته شيئا ولم تغير في مجرى حياته ابدا .

    وهاهو في النهايه ادرك انه مهما فعل فلا يمكنه ان يغير من الواقع الاليم ..فان ماكان يتمناه قد تسرب من بين يديه..حتي اخر خيوط الامل

التي كان يمسك بها بيديه مؤخرا تسرب من بين يديه ولم يعد له وجود . وها هو في نهاية حياته اكتشف انه لا يمكن ان يغير من واقعه الاليم ..وان الزمن لا يمكن ان يعود الي الوراء..وان الحاضر القريب الذى تبخر..او الماضي البعيد لا يمكن ان ترد فيه الحياه للاسف.. فما حدث قد حدث..وما ضاع قد ضاع وانتهي..وانتهي معه عمره بلا جدوى

فقد خرج عمره وتسرب من بين يديه ..خرج عمره ..ولم يعد .

................. 

بقلم نصر سيد بدر طلحه القاهره