الأربعاء، 16 أبريل 2025

الزهد الحقيقي .. للأديب. جعفر طاهر العميدي

(( الزهد الحقيقي. ))
في المنظور القرآني والسنة النبوية الشريفة 
اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما 
            (( مدح الزهد ))
* الزهد أحد منازل الدين وأعلى مقامات السالكين ٠ قال تعالى (( فخرج على قومه في زينة ٠٠٠٠٠ وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير ))القصص اية ٧٩/٨٠ ٠٠ فنسب الزهد إلى العلماء ووصف أهله بالعلم وهو غاية في المدح٠وقال تعالى (( ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَیۡنَیۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦۤ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِیهِۚ وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَیۡرࣱ وَأَبۡقَىٰ﴾ [طه ١٣١]))وقال تعالى ((﴿مَن كَانَ یُرِیدُ حَرۡثَ ٱلۡـَٔاخِرَةِ نَزِدۡ لَهُۥ فِی حَرۡثِهِۦۖ وَمَن كَانَ یُرِیدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡیَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَا لَهُۥ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ مِن نَّصِیبٍ﴾ [الشورى ٢٠]))
* الزهد في المنظور النبوي
* +++++++++++++++++
* قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (( من أصبح وهمه الدنيا شتت الله عليه أمره وفرق عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يؤته من الدنيا إلا ما كتب له ؛ ومن أصبح وهمه الآخرة جمع الله له همه وحفظ عليه ضيعته وجعل غناه في قلبه واتته الدنيا وهي راغمة)) ٠٠٠٠وقال رسول صل الله عليه وآله وسلم (( إذا رأيتم العبد قد أعطي صمتا وزهدا في الدنيا فاقتربوا منه فإنه يلقى الحكمة)) وقال ايضا ((ازهد في الدنيا يحبك الله؛وازهد فيما أيدي الناس يحبك الناس))
         *. (( الزهد الحقيقي))
++++++++++++++++++++
لاتظنن أن كل من يترك مال الدنيا أنه زاهد فإن ترك المال وإظهار التضييق والخشونة في الماكل والملبس سهل على من احب المدح بالزهد فكم من الرهبان والمرائين تركوا مال الدنيا وروضوا انفسهم كل يوم على قدر قليل من القوت واكتفوا من المسكن بأي موضع اتفق لهم وكان غرضهم في ذلك أن يعرفهم الناس يالزهد ويمدحهم عليه؛ فهم تركوا المال لنيل الجاه فالزهد الحقيقي ترك المال والجاه بل جميع حظوظ النفس من الدنيا ٠٠وعلامة ذلك استواء الغنى والفقر والذم والمدح والذل والعز لأجل غلبة الانس بالله إذا لم يغلب على القلب الإنس بالله والحب له لم يخرج عنه حب الدنيا بكليته ٠اذ محبة الله ومحبة الدنيا في القلب كالماء والهواء في القدح.فإذا دخل أحدهما خرج الآخر فكلاهما لايجتمعان ولا يرتفعان أيضا ٠ فالقلب المملوء من حب الدنيا يكون خاليا عن حب الله كما أن القلب المشغول بحب الله وانسه فارغ عن حب الدنيا وبقدر ما يخرج إحداهما على الآخر وبالعكس ٠
اعداد السيد جعفر طاهر العميدي

التسميات: