للواحةِ مساحة____زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
للواحةِ مساحة___________البحر الوافر
إذا ما الماءُ أجرى في غصون___حياةً للزُهورِ وللأقاحي
وكانت للبراعِمِ سابحاتٌ ___تفتِّقُ ما تكمَّمَ في البطاحِ
وثغرٌ للفراشِ بِهِ رحيقٌ ___ يجولُ بعطرِهِ كُلّ النَواحي
بألوانِ الحياةِ لنا جمالٌ___ وربُّ الكون يَشرحُ بانفتاحِ
فخيراتُ الدّنى خُلِقت لعبدٍ ___ وعبدٌ قد تغافلَ عن صباحِ
بِهِ كُلُّ الجمالِ وقد تهادت ___ نسائمُ للمسَبِّحِ بالمراحِ
وكُلُّ الكائناتِ لها عيونٌ ___ بهاالعبراتُ من حُبِّ الملاحِ
بفطرتها البديعةِ قد تلاقي ___ أحبَّتها لتحيا بانشراحِ
ولا للشَّرِّ يجثو في عروقٍ ___ إذا جادت زهورٌ من لقاحِ
وذاتُ الشَّوكِ تحمي بانحناءٍ___على من صالَ يوماً بالسِّلاحِ
ألا يا مُبدِعَ الأكوانِ إنَّا ___ شُغِلنا عن جمالِ بالفلاحِ
ومن عملٍ دؤوبٍ كان كدٌّ ___ يُعمِرُ ما خلا من كُلِّ واحِ
ودنبا قد يُغَرُّ بها شقيٌّ ___ وقد بات المآلُ بلا جناحِ
إلامَ تعيشُ في الدُّنيا وتنسى ___ لموجِدِها نواهٍ عن سفاحِ
وتُغمِضُ عن دلالتها عيوناً ___ وتسمعُ..لا لسمعٍ في البراحِ
ستحيا في ظلامٍ أو بعادٍ ___ وذاحصرٌ مضى من مستراحِ
وأينَ يفرُّ من يهوى خمولاً___ على أرضٍ لها من مستباحِ
لماذا قد خُلِقتَ..فداكَ جهلٌ___ أليس الحقُّ ينهى عن نواحِ
بلى إذ كُلُّ خيرٍ من عبادٍ ___ يُجَمَّعُ بالصَّلاةِ وبالفلاحِ
وربُّ الكونِ أرضى كُلَّ عبدٍ ___برزقٍ لا يُبَدَّدُ من نُبَاحِ
ويُخلِفُ من بإنفاقٍ شكوراً ___ فأرزاقٌ تعودُ لكلِّ ماحِ
وما للخلقِ أعوانٌ بدربٍ ___ إذا هربت عواصفهم بساحِ
فغيرُ اللهِ مقهورٌ بضعفٍ ___ ليدعو ربَّهُ عندَ الكفاحِ
وإصلاحُ النُفوسِ لهُ عبيرٌ ___ يشُقُ فضاءَ من يحيا براحِ
حبيبُ الحقِّ لا يحيا بشرٍّ ___ فهل كُلُّ الخلائقِ بارتياحِ ؟!
لنا في كُلِّ دربٍ من حنينٍ ___ وأحلامٍ تطيرُ بلا جناحِ
إلى من كانَ يعلو باستواءٍ ___ على عرشِ المحبَّةِ والصَّلاحِ
يدبِّرُ كونَهُ من غير نومٍ ___ وقيُّومٌ لكلِّ الخلقِ داحِ
من الخيراتِ ما تصفو حياةٌ ___ بها.. لا عاش قومٌ باستباحِ
أراني قد أطلتُ بوصفِ حالٍ ___على الأيامِ تدنو بالقراحِ
فتوقظ ما تنامُ بِهِ جفونٌ ___ من الأحلامِ والنُّذرِالملاحِ
وعودٌ للصَّوابِ وذا طريقٌ ___ لآخرةٍ بِهِ كُلُّ الشِّحاحِ
فلا وقتٌ يطولُ ولا لعودٍ ___ إلى ماضٍ ليُسقى بالضَّواحي
فيهوي في زوايا من ظلامٍ ___ وفوقً ترابِهِ دمعٌ لصاحِ
ألا من توبةٍ قبلَ انتقالٍ ___ لأُخرى في الخلودِ بلا سلاحِ
أجرني يا إلهي من ذنوبٍ ___ فكُلُّ الخلقِ يهوي بامتداحِ
يشارِكُ جائراً من غيرِ علمٍ ___وإخفاءُ الحقيقةِ من صراحِ
وطعمُ الزُّورِ يخلفُهُ مَرَارٌ ___ فلا شبعت بطونٌ باستماحِ
قضايا الظُّلمِ يملأُها أنينٌ ___ وعينُ اللهِ ترقُبُ لاصطلاحِ
صلاةً للَّذي فيهِ اقتداءٌ ___ بصبرٍ والعدالةُ في جناحِ
بأعدادِ الَّذينَ هدى إلهي ___ ومن في ظُلمِهِ للحَقِّ شاحِ
الخميس 24 جمادى الآخرة 1438 ه
23 مارس 2017 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
التسميات: شعر فصحي