الأربعاء، 23 فبراير 2022

في الشهادة ولادة. أسامة مصاروة

في الشهادة ولادة

كم شاعرٍ وصفَ الهوى في شعرِهِ
كم عاشقٍ كتمَ الجوى في صدرِهِ
كم كاتبٍ نثر المنى في نثرِهِ
لا وصفَ يُنصفُ عاشقًا في أسرِهِ

مهما علا عشقُ المتيّمِ للذُرى
مهما أشادَ بعشقِهِ مهما روى
عبرَ الزمانِ وبينَ عشاقِ الورى
لا عشقَ يبلُغُ عشقَ من عشقَ الثرى

فثرى البلادِ مقدّسٌ في قلبِهِ
وكرامةُ الأهلينَ أسمى حبّهِ
فأسيرُنا رمزُ الكفاحِ بدربِهِ
رفضَ الخنا رفضَ الهوانَ لشعبِهِ

حبُّ الحياةِ سجيّةٌ عندَ البشرْ
لا عيبَ إن سَلِمَ الضعيفُ مِنَ الخطرْ
أمّا الأسيرُ فلا يبالي بالقدرْ
شرفُ المماتِ بل الشهادةِ يُنتظرْ

موتُ الأسير شهادةٌ نعْمَ الأسيرْ
نعْمَ الذي بوفاتِهِ خطَّ المصيرْ
موتُ الأسير ولادةٌ النصرٌ الكبيرْ
لا الموتُ يُرعِبُهُ ولا النذْلٌ الحقيرْ

فالحُرُّ لو في الأسرِ لا يتردَّدُ
مهما طغوْا وتجبّروا وتشدّدوا
يهِبُ الحياةَ لشعبِهِ يتعهّدُ
بعطائِهِ الروحَ الزكيّةَ نشهَدُ

لا يستوي من عاشَ يمْقتُ موتَهُ
وأسيرُ قومٍ قدْ تعجّلَ وقتَهُ
فليرفعِ الأخُ في قرانا صوتَهُ
ما عادَ فينا من يواصِلُ صمتَهُ

إنّ الأسيرَ بدون خوفٍ يفتدي
وطنًا وشعبًا منْ براثِنِ معتدي
يا أخوتي يدُكمْ ضعوها في يدي
حتى نسيرَ جميعُنا نحو الغدِ

لا نصرَ يأتي بالشقاقِ وبالخصامْ
أوْ بالخضوعِ لغاصبٍ يأبى السلامْ
لن ينقذَ الشعب الجريحَ من اللئامْ
قولٌ تكرّرَ عن وفاقٍ أو وئامْ

يا أخوتي صومُ الأسير عن الطعامْ
بذلٌ يُقزّمُ كلَّ فرسانِ الكلامْ
بالفعلِ لا بالقولِ ينْهزمُ الظلامْ
فبأيِّ دربٍ إخوتي يعلو المقامْ

يا أخوتي ثمنُ الخلاصِ دماؤُنا
وثباتُنا وصمودُنا ووفاؤُنا
يا أخوتي ماذا اقولُ بقاؤُنا
لنْ يستمرّ إذا استمرّ جفاؤنا

حبُّ البلادِ فريضةٌ يا أخوتي
لا حبَّ يعدِلُ حبَّها في مهجتي
ووفاؤنا لدمِ الشهيدِ وصيّتي
ولمنْ يذودُ عنِ البلادِ تحيّتي

د. أسامه مصاروه

التسميات: