الثلاثاء، 21 مايو 2024

عظم الله أجركم. الشاعر علي حسن

عظّمَ اللّهُمَ أجرَكم .. بقلمي علي حسن

بَكَت حدقاتنا حتى عَزَفَت أقلامُنا
مُخضبةٌ بِنَزفِ الشرَيانِ ودَمعتي

فتوَشّحَت أجسادنا ثِيابَ الحزنِ
على يومٍ دُفِنَت بين طياتهِ أُمتي

فتنهَدَت من صمتِها السماء لعلّ عيونَها
تُرَطِبُ بِدمعاتُها وجهَ اليومِ حتى أنّتي

فكلّ شيءٍ في الحياةِ مُغادِرَاً إلا وجهَ الله باقٍ
فكيفَ لي أن أكتبَ مَواسَاتي على قبرِ أُمَتي

فعظّمَ اللهُمَ أجرَكم يا أٌمةَ المليار لعلّنا نَسكُبُ
من سادَةِ قهوتِنا حتى وإن تجاوَزنا فيه سُنَتي

يا أمة المليار ماذا أقول فيكم لتكتبكم أقلامنا
لعلنا أضعنا أوراقنا وتاريخنا إليكم هنا قِصّتي

اليوم تبكي حرائرنا وتنزِفَ الأرضُ من الشريانِ
وتغفوا تِلكَ التي يوماً كانت تحفظُ أمنيتي

أم أصبح اليوم أبكم لا يقرأ ولا يُبصِرَ من
وما بات خلف نظارةٍ سوداء وتجاوزَ لحظَتي

فكيف أبكي نفسي وأبكي بيتي وحجارتي
فما بين الركَام غَفَت عيون لِتصمِتَ صرخَتي

وكيف أُرثي في سطورٍ حاضِراً دون حضورٍ
تُساهِرَ عيناهُ لياليٍ شاشتها تكويني دمعتي

يا أمة العرَبِ بما أصٍفَكم لِتنسجَكم الأقلامُ
وبِما ترسُمَكم ريشتي على جداريةِ أُمسٍيَتي

لعلّ الكلامُ في عالمِ الحضورِ باتَ على غيرِ هوى
ولعلّنا بِغيرِ ملةٍ تستحِقَ حتى شيء فيه تنهيدتي

ولعلّ اليومُ لا يعرِفُنا ولا يعرِفُ من نكون
وُلِدنا من رَحِمِ أرضٍ وما زالَت ولودةً عِزَتي

فتحطّمَت على جِدارِ يَومياتنا الأقلامُ و
تناثَرَت بين أزِقَةِ الزمانِ الصحفُ بِقِصَتي

فعظّمَ اللهم أجركَ يا وطنَ الحرائِرِ والأحرار
غَفَت العيون وتراقَصَ الحضورَ على مذبحي

فحسبنا الله حسبنا الله بَكتهَا عيونُ السماء
على وجهٍ توشّحَ ثَوبَ صَمتٍ لَبِسَتهُ أُمَتي 

               .. علي حسن ..

التسميات: