لا يلعبن بك الأمل. أحمد علي سليمان
قصيدة
(لا يلعبن بك الأمل!)
شعر / أحمد علي سليمان عبد الرحيم
ديوان: (السليمانيات) & جزء: (سويعاتُ الغروب!)
موقع: (الديوان) & موقع: (عالم الأدب) & موقع: (الشعر والشعراء) & موقع: (أدب – الموسوعة العالمية) & موقع: (كتوباتي) & مكتبة: (نور) & موقع: (التبراة)
(لا يزال الأمل يذهب بصاحبه مذاهب شتى. لذا أحذر أصحاب الآمال من الإسراف في الغفلة والإعراض والاسترسال في اتباع الأماني والأحلام والآمال! وآثرتُ أن أجعل قافيتي هذه المرة لفظ الجلالة المطلقة والجمال المطلق والكمال المطلق (الله)! وإن جازت للشافعي بالأمس ، فأنا بها اليوم أولى! حيث أنشد الشافعي رائعته:- يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر بخير ، فإن الفارج الله!
وكم من شعراء كانت هذه قافيتهم (الله) ، وحازت قصائدهم جميع القبول! ومن هنا جعلت قصيدتي على شكل نداءٍ حار للقلب ، لأنه بصلاحه تنصلح كل أعضاء الجسم ، وبفساده تفسد كل أعضاء الجسم! كما أخبر أبو القاسم – صلى الله عليه وسلم -. فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب) ؛ متفق عليه.
وإذن فصلاح العمل مرتبط بصلاح القلب ، وفساده مرتبط بفساده ، يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: القوم إذا صلحت قلوبهم فلم يبقَ فيها إرادة لغير الله عز وجل ، صلحت جوارحهم فلم تتحرك إلا لله عز وجل ، وبما فيه رضاه. فاللهم أصلح فساد قلوبنا!)
يا قلبُ ويحك ، لا تسرفْ ، لك اللهُ
إن الرقيب على أعمالنا اللهُ!
أحسنْ ، فإن سِني العمر قد ذهبتْ
هذي ذنوبُك يُحصي عدّها الله
فأصلح القول والأعمال محتسباً
إن الذي يرزق التقوى هو الله
إما عصيت فتبْ ، فاللهُ مطلعٌ
وإن ظلمت فرددْ: حسبيَ الله
وإن مررت على قوم بهم سفهٌ
فاحمدْ إلهك ، قل: نجانيَ الله
وإن حللت على من أعرضوا وطغوا
فادعُ المليك ، وقل: أعاذنا الله
وإنْ هممت بأن تسعى لمعصيةٍ
فاذكر عقوبتها ، والصارفُ الله
وإن أكلت حقوق الناس رُدّ لهم
ما قد أكلت ، وقل: يُعِيننا الله
وإنْ أصابك مكروهٌ ، فكن جبلاً
من التصبّر ، إن الكاشف الله
لا تلعبنّ بك الآمالُ يانعة
كم من مسوّف توب ردّه الله!
فإن صلحت أيا قلبي فقد صلحتْ
بك الجوارحُ ، والهادي هو الله
وإن فسدت فقد ضاعت جوارحنا
ومِن فسادك ينْجي حالنا الله
نعوذ بالله مِن آلام غفلتنا
فمنقذ النفس - من إفراطها - الله
كذاك نسأله حُسناً لخاتمةٍ
إن الذي يمنح الحُسنى هو الله
وصَل رب على المبعوث سيدنا
ومَن أطاع له ، ومَن هدى الله!
التسميات: شعر فصحي
<< الصفحة الرئيسية