دائما في زحمة الحياة ومرارة الأيام تبرز الكلمات كأشجار تتمايل في ريح الفكر ... فمنها ما يتدفق كالشلال العذب فيروي القلوب العطشى بالمعاني الجميلة لينعش الأرواح المتعبة ... ومنها ما يخرج من بين الشفاه لينشر عبق الجمال ... وينسج خيوط الأمل ... وكأنها أمواج بحر هادئ تصطدم بالشواطئ بلطف فتترك وراءها حكايات بقدر حلاوة هدوء الأيام ... لذلك وجب أن لا نجعل من كلماتنا سيلا جارفا يقتلع كل ما يصادفه ... فتفقد المعاني رونقها ويضيع المسار ... وأن نجعلها كالماء الذي يروي الزرع ليزدهر ويضفي على الحياة ألوانها ...وأحيانا عندما تتملكنا الفكرة تنساب الكلمات والحروف كالموسيقى التي تحاكي نبض الروح ... وكأنها ترسم لوحة الليل الطويل وقد إمتزج بين الغموض وهمس الأحلام بأدق تفاصيله ... من شغف غروب الشمس إلى ألم إنتظار بزوغ الفجر ... وتكون يالها من رحلة عميقة وممتعة بكل مراحلها بين الحروف التي تمتزج فيها الأحلام بالحنين لكل ذكرى تتراءى فصولها بين الحين والآخر لتصبح كالزهرة التي تتفتح رغم العتمة ... فبعض الكلمات شواطئ نجد فيها الراحة من هموم الحياة ... لأننا لو تمعنا لفهمنا ما نحن سوى عابرون ... سنمضي يوما تاركين خلفنا أفراحنا وأحلامنا وأوجاعنا وذكرياتنا ... وطيف يجول في طرقات قلوب أحببناها ......من رواية (((إنه إختياري)))
ربيعة وصيفي
التسميات: خاطرة فصحي
<< الصفحة الرئيسية