السبت، 15 يونيو 2024

صرخة ضمير. الشاعر علي حسن

2086
صرخة ضمير .. بقلمي علي حسن

تنفّسَت الصعداء
وتنهّدَت ما بين السطور
صرخة
لعلّها وليدة الأيام
أم أنها قصةً
صدَحت لها الكلمات
عباراتها تنهدت
في ثنايا الأحلام 
كأنما رشفة حياء
تمايلت على شفاه الزمان
فما عاد للزمان حياء
لعلّها صرخة حكايتها الأرض
وحروفٌ تراقصت
على صدر الكلمات في
ذاكرة المعان
وأوراق إتكئت على
أرفُفِ الليال المتهالكة
وخزائِن الكلام
بِدون جدران
أصبحت مرسومة
أوراقها ممهورة بِالآه
ومحبرتها التاريخ
على وترٍ دون
عنوان
صيحتها وطن
وصرختها تبحث
عن ضمير

لِتصرخي أيتها السطور
وتثوري أيتها البحور
لِتنطقي أيتها الكلمات
الصادحة على نزفِ العصور
قد باتَ على مقصلة التاريخ
ذاكَ الإنسان 
أم أنه لم يعد بعد اليوم
بِذاك الإنسان 
لا يحمل من الإسم لِلتعريف
إنه رغمَ المهاترات إنسان
أوراقه متناثرة
هويته بِدون سطور
خيمته مِساحات الشتات
وحجارةُ بيتهِ على
أطرافِِ الطرقات
أوصاله مُقطّعة
أشلائه في أزقةِ الأيام
مُتناثرة
وعنوانه مازالَ حتى اللّحظة
خيمةٌ بدون جدران
وهويةٌ بدون صورة
إطارها رائحة الحياة
مع الصمت
تبحثُ بين أزقةِ الأيام
إن كان هنا
من ضمير

هنا صرخةٌ
تبحث بين الركام
وهنا أنفاسٌ تصرخُ
تتسائل عن شيء
يكمن في صدرها حياة
وهنا نبضٌ أضحى
على وجهي الحجر
يغفوا على غُبار الأيام 
فنقشنا ما زال مرسوم
على أسنةِ الأقلام ثورة ومعان
وصرخةٌ حدودها الأرض
فوق جدران الصمت
من فوهةِ البركان الثائِرَة
ولا زال هنا الوطن يئنُ
ولا زالت صرختنا تئِنُ أوجاع
في صيحةٍ تطرق أبواب السماء 
تبحث إن كان يوجد
ما بين أهداب اليوم
من صرخةِ ضمير
لعلّها في غفوةٍ على
خدود حاضِرنا 
جاثِمةً بين طيات الصدور
وذاكَ الوطن الذي أضحى
سكناه تحت الركام
وما زال تكوينه يبحث عن جواب
في ثنايا عالمٍ أضاع منه كل شيء
وحتى أوراق هويته
وتاريخه وذِكراه
لِيصبح اليوم
بِدون عنوان
بِدون ضمير

             .. علي حسن ..

التسميات: