الأربعاء، 16 أبريل 2025

الغائب، الحاضر. للشاعر أبوسلمى مصطفى حدادي

الغائب، الحاضر 
لقد مات الإحساس اليوم، أو ربما بالأمس ، فلست متأكدا ربما حثما غدا، هكذا استيقظت وأنا على وقع حلم و كابوس عصيب، أعلم أنه يوم بارد و شاق و أنا أكتب لك بهذا الليل، فلا تنتظرني بلا موعد وبلا ملامح ، فأنا على أتم استعداد كي أكتب لك، و اترك لك كل رسائلي و أسقط كل كلماتي، أنا لست الحقيقة و لا الخيال الضائع، بكل بساطة أنا الغائب الحاضر
أكتب وقد أكون لم أعيش ما كتبت، فتكتفي أنت بالقراءة، ولا تدري أهو واقع أم خيال زائف مجرد نسج، وقد تبدي رأيك فتستمتع و قد تنتقد ، فحرية كل قلم وما يكتب على العاتق تقع، حرية ذاتية و شخصية ، فخد ما يعجبك و اترك ما تبقى...
نهرب أحيانا من واقعنا فنحلم، و إن كان سرابا نحوه نجري و خلفه، فدفاتر الغياب تفاصيل منسية من حياة كل شخص، بتلك المناسبات التي طالما كانت بها زحمة الوجوه في زخمة اللحظات المروية، لطالما تداخلت فيها زوايا الأسباب ، كم من مرة نكون فيها حاذثة أو حذيث أو طرف حذيث يذكر، نكون لوحة رسمتها الأيادي، قصيدة تغنت بألحان خزينة أو سارة، 
سنرحل باليقظة ، إننا دوما على حافة الهاوية، أحيانا لا نجد ملاذا للنوم، رغم أن السمر شريكنا و الليل أنيسنا بوحدته، هي عثمة الظلام المؤرق الذي يحاول الهروب بنا ، من دوامة السؤال و التساؤلات بتلك الوحدة القاتلة{ لما اخترنا هذا الطريق ؟}
القسوة هي الإدراك المتأخر، ضمادات متشابكة لشتى صداقات و لقاءات، نكون فيها أحيانا المفضلين ، ثم نعود زائدين كأسماء مألوفة لا غير، نحن الغائبون سكننا الجميع و نسكن القلة، كم هي قاسية أكذوبة العمر الجميل و أسباب الرحيل تفاهات منذ البداية، كم يليق بنا اللون الرمادي فالسواد رحل وغادر هذا العالم الخارجي السيئ ، كم يليق بنا الجنون فالصواب أفقدنا عقولنا ، مكر و خداع، و ادعاء الطهر و البراءة ، كم من نوبة غضب طوت رحلة طويلة من المعاناة لقرار داخلي، كنا نحدد فيه اتحاهاتنا ، لكن مصيبتنا كنا في الكثير من الأحيان نسرع و نتسرع، لأننا لم نعلم منذ البداية ، أننا سلكنا الطريق الخطأ، حتى قادنا إلى الفراغ ، وحطم جدار الصمت فتكلم، فلم يكن النوم ذاك المهرب.
امتلأ العالم بالألوان و الوهج قادنا إلى الضحك الهستيري رغم المعاناة و الألم، كم نحن منافقون ،نعلم و ندرك أننا ما نحن فيه سوى صور باهتة، لأن الدفئ زال و الحنان فقد، وزاحما أخوات كان في الإعراب و الصرف.. 
أنا بكل بساطة ذاك الغائب الحاضر
بقلمي أبو سلمى 
مصطفى حدادي.

التسميات: